الوضع الديني لنصارى الأندلس على عهد الدولة الأموية (138 - 422هـ/ 756 - 1031م)

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ مساعد قسم - جامعة معسکر - الجزائر.

المستخلص

سعى المسلمون، منذ أن وطئت أقدامهم شبه جزيرة إيبيريا، إلى التقرب من أهلها. فتزوجوا نساءها، رغم رغبة بعضهن في البقاء على نصرانيتهن، مثل إيخيلونا Egilona، أرملة لذريق (Rodrigo) قائد القوط وملک إسبانيا، المهزوم أمام طارق بن زياد، والتي تزوجها عبد العزيز بن موسى بن نصير الوالي الأول للأندلس (من ذي الحجة 95هـ إلى رجب 97هـ/ 714 ـ 716م). وبعد انتهاء مرحلة الولاة التي دامت اثنتين وأربعين سنة، تأسست الدولة الأموية سنة 138هـ/ 755م على يد عبد الرحمن الداخل، وظلت قائمة إلى غاية 422هـ/ 1031م، وفي کنفها تمتع نصارى الأندلس بحقوق وامتيازات لم يحصلوا عليها زمن سيطرة القوط على إسبانيا. من ذلک أن المسلمين سمحوا لهم بالحفاظ على ممتلکاتهم الدينية کالکنائس وممتلکاتها، والأديرة وغيرها، وعلى ممتلکاتهم الخاصة مثل الأموال والعقارات المختلفة (المساکن، المحلات التجارية، الأراضي الزراعية،...). من الناحية الدينية، منحت السلطة الإسلامية في الأندلس للمسيحيين امتيازات منها قرع النواقيس، ومرور المواکب في شوارع المدن أثناء الاحتفالات الدينية حاملين الصليب، وبناء کنائس جديدة، مرخصة بذلک ما لم يسمح بها لشرع الإسلامي، إضافة إلى السماح لهم باستعمال اللغة العربية في الترانيم الکنسية، وعدم تدخلها في الأمور التنظيمية الداخلية للکنيسة. ومن الناحية الثقافية، ساهم الوجود الإسلامي في الأندلس في تحرير الکنيسة الأندلسية من تبعيتها لکنيسة روما، کما تحرر المسيحيون من ضغط رجال الدين عليهم، بفضل الحماية التي ضمنتها لهم السلطة الإسلامية، فأصبح بإمکان المسيحي أن ينتقد الکنيسة وتصرفات رجال الدين، ونتج عن ذلک ظهور مجموعة من المذاهب الدينية المسيحية في الأندلس. والملاحظ أن؛ المسيحيين في الأندلس تمتعوا، في ظل الدولة الأموية، بأوضاع لم يحظ بمثلها نظراؤهم في مناطق أخرى من العالم الإسلامي آنذاک.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية