التواجد المذهبي في السودان الغربي بين القرنين الخامس والعاشر للهجرة

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ مساعد ورئيس اللجنة العلمية لقسم العلوم الإنسانية - المرکز الجامعي خميس مليانة - الجزائر.

المستخلص

رغم أن الإسلام في السودان الغربي ارتبط بالمذهب السني، إلا أن المذاهب الإسلامية الأخرى تواجدت في المنطقة بدرجات مختلفة في مختلف مراحل تاريخ السودان، فالمذهب الخارجي کان أول مذهب تعرف عليه السودانيون الغربيون عن طريق التجار والفقهاء الإباضية الذين کانوا يجوبون الصحراء الکبرى بقوافلهم باتجاه بلاد السودان في تجارة غير منقطعة وبالتالي أوصلوا رسالة الإسلام إلى کبار التجار والأمراء وملوک السودان الذين اتبعوا دينهم واقتدوا بهم لما رأوا منهم حسن المعاملة وأمانة وصدق. وتزامن التواجد الخارجي في بلاد السودان الغربي مع فترة ازدهار الإمارات الخارجية في سجلملسة وتيهرت في المغرب الأوسط. وظلت بعض لآثار هذا المذهب خلال فترة زيارة ابن بطوطة لمالي في القرن الثمن للهجرة. کما يمکن أن يکون السودان الغربي قد عرف انتقال المذهب الواصلي المعتزلي عن طريق أولئک التجار الذين کانت القوافل التجارية العابرة للسودان تعج بهم. أما بخصوص المذهب الشيعي فأنه وجد طريقه إلى ممالک السودان الغربي عن طريق المسالک التجارية التي ربطها الفاطميون الاسماعلية خلال القرن التاسع للهجرة مع المراکز التجارية السودانية التي کانت تزود هذه الدولة بالذهب، بالإضافة إلى وجود بعض المراسلات بين الخلفاء الفاطميين وبعض ملوک السودان قبل أن يتعرض المذهب الشيعي إلى تراجع کبير ولا يکاد يظهر له أثر بعد ذلک أمام المذهب السني المالکي. ويبقى المذهب السني المالکي أهم مذهب تمکن من فرض نفسه ببلاد السودان بفضل دور المرابطين من جهة، وبفضل دور ملوک السودان الغربي الذين عملوا على نشر هذا المذهب في بلادهم وجلبوا علماء المالکية من القاهرة والقيروان وفاس وتلمسان.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية