فاس: حلقة للتفاعل الحضاري بين المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء خلال العصر الحديث وبداية المعاصر

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ وباحث متخصص في التاريخ الحديث - بني ملال - المملکة المغربية.

المستخلص

يسعى هذ المقال إلى إبراز الدور الفاعل الذي اضطلعت به فاس في العلاقات التي تمت بين المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء خلال العصر الحديث وبداية المعاصر، إذ شکلت حلقة للتواصل التجاري والثقافي والروحي بين الطرفين، کان لها الفضل في حدوث تلاقح وتفاعل حضاري وظهور تراث مغربي – إفريقي مشترک سيظل شاهدًا عبر التاريخ على عمق الروابط والصلات بين الجانبين المغربي والسوداني. أما المحاور الأساسية التي سيتناولها المقال، فتتمثل في: (المکانة التي حظيت بها فاس في العلاقات التجارية التي تمت بين المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء، والعوامل التي کانت وراء ذلک. ودور فاس في التواصل الثقافي والروحي بين الجانبين ومظاهر هذا التواصل). يرجع تاريخ تأسيس مدينة فاس إلى نهاية القرن الثامن الميلادي إبان مجيء المولى إدريس الأول إلى المغرب سنة 789م، حيث بنيت النواة الأولى للمدينة على الضفة اليمنى لوادي فاس بحي الأندلسيين. وفي سنة 808م أسس إدريس الثاني مدينة جديدة على الضفة اليسرى لوادي فاس بحي القرويين. وکانت عدوة الأندلسيين محاطة بالأسوار، تخترقها ستة أبواب ولها مسجد جامع. وفي المدينة القديمة المقابلة قام إدريس الثاني کذلک ببناء سور ومسجد بالإضافة إلى قصر وسوق. وقد عرفت فاس في هذا العهد انتعاشًا اقتصاديًا وعمرانيًا منقطع النظير لتواجدها في منطقة سهل سايس الخصبة، ولتوفرها على موارد متعددة ومتنوعة ضرورية للبناء کمادتي الخشب والأحجار المتوفرة بغابات ومقالع الأطلس المتوسط القريب، بالإضافة إلى وفرة الملح والطين المستعمل في صناعة الخزف.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية