المشروع السياسي للخليفة عثمان بن عفان ومعارضات الصحابة والقُرّاء

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

ماجستير التاريخ الإسلامي - جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية - قسنطينة - الجمهورية الجزائرية.

المستخلص

تغيرت نظرة الخليفة عثمان بن عفان "رضي الله عنه" لمؤسسة الخلافة ودورها عن نظرة سابقيه أبي بکر"رضي الله عنه" وعمر"رضي الله عنه"، فبعدما کان هذان الأخيران ينظران إلى نفسيهما على أنهما خلفاء للنبي"صلى الله عليه وسلم" في تولي شؤون المسلمين، أصبح عثمان بن عفان"رضي الله عنه" ينظر إلى نفسه أنه خليفة لله في أرضه وعلى عباده، أي أنه يحکم بتفويض من الله، کما أنه عمل على جعل الخلافة مؤسسة سُلطوية مستقلة بذاتها عن منظومة الأعراف القبلية للمشيخة والرئاسة، وأسمى من الشرعية التاريخية للصحابة. وقد اتخذ عثمان"رضي الله عنه" في سبيل تحقيق مشروعه هذا عدة إجراءات، تمثلت في رفع البيت الأموي إلى الواجهة السياسية للدولة عن طريق تخصيصه بالولايات والأعمال، والعمل على ترسيخ المراکز السياسية والمالية لأهل السابقة في الأمصار المفتوحة للحد من نفوذ القبائل فيها. إن الفلسفة السياسية للخليفة عثمان"رضي الله عنه" والتي جعلت منه خليفة لله في أرضه، ونظرته للمال أنه مالٌ لله يفعل فيه ما يشاء، قد أدت إلى خلق فجوة بينه وبين الصحابة وجمهور القبائل، خاصةً في الأمصار، والذين رأوا في سياسته هذه نزوعًا نحو المَلَکية الأُسروية، وسيطلقون عقيرتهم بالطعن على عثمان"رضي الله عنه" وولاته، وسينتج عن ذلک صدام تناحري بين الخليفة ومعارضيه من القبائل فيما عرف بـ «الفتنة»، والتي أدت إلى مقتل الخليفة عثمان"رضي الله عنه" سنة 35ﻫ/655م.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية