دور الإعلام في فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر (1954 – 1962)

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ محاضر- قسم الإعلام والاتصال - کلية الآداب واللغات والعلوم الإنسانية - جامعة المدية - الجمهورية الجزائرية.

المستخلص

الثورة التحريرية الجزائرية کانت تواجه عدو يعتبر من الدول العظمى في تلک المرحلة ترسخت بالجزائر لفترة احتلال طويلة أوجدت خلالها الکثير من العملاء والمتعاملين معها، إضافةً إلى استخدامها سياسة تغير ثقافة الشعب الجزائري والتأثير على ديانته وقيمه الإسلامية ومحاولة ربطه بالدولة الفرنسية فکرًا وتفکيرًا، وهنا نلاحظ مدى الصعوبة التي واجهها الإعلام المقاوم للثورة الفرنسية والثورة الجزائرية التي اندلعت في نوفمبر 1954، بکل ما لديها من وسائل بشرية ومعنوية ومادية ودعائية وإعلامية متواضعة، مصوّبة لإبلاغ رسالة الثورة إلى الشعب الجزائري أولاً، ثم إلى الشعب الفرنسي ثانيًا، وإلى الرأي العام الدولي أخيرًا. أما مسار الإعلام الفرنسي والأسلوب الذي انتهجته لأداء مهمتها في خدمة الاحتلال، کان من خلال التغطية الکاملة لهجمات أول نوفمبر من حيث مواقعها والمراکز المستهدفة فيها والخسائر الناجمة عنها، وکذا تطور العمليات العسکرية، مع تصوير جنود جيش التحرير کمجرمين وقطاع طرق ومخربين وغيرها من الصور البشعة، في مقابل تمجيد جيش الاحتلال والإشادة ببطولاته الهادفة إلى إحلال الأمن والسلم الذي کانت تنعم به البلاد قبل الثورة الجزائرية، وهو ما يصب في إطار تحجيم الثورة والتقليل من شأنها. والتي سعت إلى زرع الشک والريب في الرأي العام الجزائري بنعت الثورة بمختلف الأوصاف لعزل الشعب عنها والدعم العربي والدولي لها، وتجريدها من صفتها الشعبية، وتجريد أحداث نوفمبر من مفهوم الوطنية والاستقلال لتحولها إلى مجرد أعمال إرهابية ومؤامرة خارجية. إن دور الإعلام في مثل هذه الظروف يعتبر مجالاً نوعيًا في تحديد نوع وطبيعة الأزمة، وکيفية التعامل والتغلب عليها وتجنب سلبياتها والاستفادة منها مستقبلاً، لذلک تعتبر مثل هذه الدراسات أداة فعالة لکشف الکثير من الحقائق الغامضة وتفسير العديد من المواقف تجاه الثورة، سواء کانت مؤيدة أو معارضة أو متحاملة عليها، والإشارة إلى أن الموضوع ما زال بحاجة إلى جهود الباحثين المخلصين للاستفادة منه في کتابة موضوعية للتاريخ الجزائري.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية