إنتاج وتدبير الأقوات في مغرب القرن الثامن عشر (1727 – 1757م)

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

إطار في الإدارة التربوية - أکاديمية الجهة الشرقية - وجدة - المملکة المغربية.

المستخلص

رغم أهمية الاقتصاد الرعي- زراعي في مغرب القرن الثامن عشر الميلادي/ الثاني عشر الهجري، فإن الظروف الطبيعية والبشرية والتقنية لم تکن تقدم شروطًا مناسبة لإنتاج فلاحي وفير. لذلک کان المجتمع المغربي يعاني قلة في مجال الأقوات، تزايدت حدتها إبان أزمة الثلاثين سنة (1727 - 1757م) التي أعقبت وفاة السلطان المولى إسماعيل، نتيجة لعدم الاستقرار الذي طبع هذه الفترة. ومن هنا کان الإنسان المغربي يجد نفسه على حافة أزمة شبه دورية في مجال الأقوات، کانت تسهل عمل الکوارث الديموغرافية المختلفة من مساغب وأوبئة، برغم الجهود المستمرة التي بذلها هذا الإنسان في إرساء منظومة من الضوابط والمقاييس، الرامية إلى حسن تدبير ما يتحصل بيده من أقوات في سنوات الوفرة، وادخارها لمواجهة سني القحط والقلة وتخفيف آثارها على البلاد والعباد. تعتبر التقلبات المناخية من أبرز العوامل التي تحکمت في عملية إنتاج الأقوات في تاريخ المغرب عامة، وفي القرن 18 بصفة خاصة، إذ کانت سنوات القحط تؤدي إلى نفاذ مدخرات الأقوات، وإلى انتشار الجوع وتفشي الأمراض ثم موت الماشية والسکان على السواء. کما کانت عوامل أخرى تؤثر سلبا في الإنتاج الفلاحي، ويتعلق الأمر بالتقنيات الفلاحية المتأخرة وبأساليب الاستغلال الفلاحي المرتبطة بأنماط العيش التي غلبت عليها حياة الترحال في مناطق ذات إمکانات فلاحية هامة. کما لعبت الظروف الأمنية المتردية دورا حاسما في الأزمة التي عرفها المغرب بعد وفاة السلطان مولاي إسماعيل في المجال الزراعي، نتيجة الحروب والاضطرابات التي تسببت في عدم الاستقرار وأحدثت حرکية کبيرة في الخريطة البشرية للبوادي المغربية آنذاک.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية