التراث العربي الإسلامي في شرق إفريقيا وفي غربها: دراسة تاريخية

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر - کلية العلوم الإنسانية والاجتماعية - جامعة سکيکدة - الجمهورية الجزائرية.

المستخلص

تحاول هذه الدراسة إبراز الدور الکبير للثقافة العربية الإسلامية وتأثيرها على حياة الإفريقيين في الإقليم الشرقي والغربي من إفريقيا جنوب الصحراء، من خلال جهود العلماء والمجددين والفقهاء الذين ساهموا بقدر کبير في نشر هذه الثقافة. وکان أعظم انتشار للإسلام في إفريقيا جنوب الصحراء في فترة ما قبل الاستعمار هو الذي حدث في القرن التاسع عشر، حيث يرجع ذلک في جانب منه إلى ما حدث حين هب دعاة الإسلام المکافحين الذين ساءتهم التسويات غير المقبولة التي جرت بين الإسلام وبين الديانة الإفريقية التقليدية، فأعلنوا حروبًا مقدسة تستهدف رد العقيدة الإسلامية الصحيحة، کما نتج عن هذا ظهور ثقافة جديدة، إذ ولدت الثقافة الهوسوية والسواحيلية من الامتزاج الذي حدث بين الثقافة الإفريقية والثقافة العربية الإسلامية. أثبتت أدلة کثيرة أن إقليم غرب إفريقيا –وبالتحديد بلاد البرنو کانم وبلاد الهوسا سابقًا– لم يشهد اتصالاً مباشرًا مع العرب المسلمين بنفس ذلک القدر في شرق إفريقيا، کما لم تصل الدعوة الإسلامية إلى بلاد الهوسا بصورة ملموسة إلا في منتصف القرن الخامس عشر. ولکن رغم ذلک تميز التاريخ الإسلامي لهذا الإقليم بتطور مبکر لمراکز إشعاع فکري قوامها نخبة من العلماء المحليين برعوا في التأليف باللغة العربية، من أمثال دان مسني (ابن العارف) ودان مرينا (ابن الصباغ) وجبريل بن عمر وعلماء الخلافة الصکتية وبقية العقد الفريد، وقد خلَّف لنا هؤلاء العلماء المئات من الأعمال القيمة باللغة العربية وفي اللغة العربية نفسها. وفي الجانب الآخر، نجد أن العرب قد عرفوا طريقهم إلى سواحل شرق إفريقيا قبل ظهور الإسلام، ثم ترسخت أقدامهم فيها على مر الأزمان حتى صار جزء من الجزيرة العربية في حقبة من التاريخ يحکم من زنجبار. ولا شک أن للموقع الجغرافي لهذا الإقليم دورًا هامًا في هذا الأمر، إذ لا يفصل بينه وبين الجزيرة العربية مسافة قصيرة (مضيق باب المندب). وقد ترتب على ذلک انتشار الثقافة العربية الإسلامية على امتداد هذه السواحل والتي غطت جل مناحي الحياة، وانعکست في اللغة السواحيلية وآدابها على وجه الخصوص.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية