الفترة الإسلامية في وليلي من خلال إشارات المعطيات الأثرية

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ التاريخ بالمدرسة العليا للأساتذة - الرباط - المغرب.

المستخلص

تشير الحفريات الأرکيولوجية إلى أن تاريخ مدينة وليلي (Volubilis) الأثرية المغربية يعود على الأرجح إلى القرن الثالث ق.م، فهي بوابة لدخول الماضي، عاصرت الحقبة ما قبل المرحلة الرومانية وما بعدها، وصولاً إلى المرحلة الإسلامية، في منطقة شمال إفريقيا، حيث ما زالت مآثرها العمرانية شاهدة بشموخها على حضارة عمرت لقرون طويلة في المنطقة. توجد هذه الحاضرة التاريخية على بعد 3 کيلو مترات من مدينة "زرهون" أولى المدن الإسلامية في منطقة شمال إفريقيا، التي اتخذتها الدولة الإدريسية بقيادة إدريس الأکبر عاصمة لها، وغير بعيد عنها تقع مدينة "مکناس" (جنوب شرق الرباط) بحوالي عشرين کيلومترًا. تعتبر وليلي من أهم المواقع الأثرية بالمغرب المعروفة والمقصودة من طرف الزوار الأجانب والمغاربة، وتعد واحدة من أشهر الحواضر القديمة في حوض المتوسط، کما تم تسجيلها سنة 1997 ضمن التراث الإنساني العالمي. تصل المساحة الإجمالية للمدينة، کما يحدد ذلک السور الروماني، إلى ما يناهز 42 هکتارا، لم يکتشف منها حتى الآن، منذ بداية الحفريات الأثرية فيها سنة 1915، إلا النصف وما يزال النصف الآخر تحت الأنقاض وما زالت أعمال البحت مستمرة. ويتألف موقع وليلي الأثري من بنايات ومآثر منها ما يرجع إلى الحضارة المورية التي خلقها السکان المحليون، ومنها ما يعود إلى الفترة الرومانية، ومنها ما يشهد على فترات متأخرة، کالحقبتين المسيحية والإسلامية. وتعرض صفحات الدراسة للفترة الإسلامية في وليلي من خلال إشارات المعطيات الأثرية، التي تفيد بأن المدينة استقر بها المسلمون على الأقل خلال أربعة قرون من دخول إدريس الأول.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية