التباين الإيديولوجي لقيادات مکتب ولجنة تحرير المغرب العربي في القاهرة

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ مساعد التاريخ الحديث والمعاصر - قسم التاريخ - کلية الآداب والعلوم الاجتماعية - جامعة تلمسان - الجمهورية الجزائرية.

المستخلص

أسس الأمير محمد عبد الکريم الخطابي (1882 - 1963) لجنة تحرير المغرب العربي بالقاهرة سنة 1948م بناءً على طلب مجاهدو شمال إفريقيا المقيمين في القاهرة بتکوين هيئة مغربية کبيرة توحد جهودهم، وبالفعل أصبحت اللجنة الممثل الشرعي للمغاربة، بعد أن نالت تأييد ودعم العديد من الدول العربية والإسلامية، خاصةً مصر. بيد أن تباين أفکار أعضاء اللجنة بدا واضحًا منذ اللحظة الأولى لممارسة اللجنة لنشاطها، ويعرض هذا المقال التباين الإيديولوجي لقيادات مکتب ولجنة تحرير المغرب العربي في القاهرة وتأثيره على مشروع مستقبل وحدة المغرب العربي السياسية، حيث کان هذا التباين والاختلاف السبب المباشر في تعطيل العمل المغاربي العسکري والسياسي المشترک ضد الاستعمار، ومن ثَم کان سببًا في تعطيل مشروع المغرب العربي الموحد سياسيًا بعد الاستقلال. يجمع أغلب المؤرخون والسياسيون الذين عاصروا أحداث فترة النضال المغاربي ضد الاستعمار الفرنسي، أن القيادات السياسية المغاربية قد ضيعت فرصة تاريخية لبلوغ الوحدة السياسية للمغرب العربي خلال فترة النضال المشترک، إذ ترى أن العمل السياسي الموحد الذي کان يهدف إلى تحقيق الاستقلال التام للمغرب العربي، کان حتمًا سيؤدي بشکل منطقي إلى الوحدة السياسية للمنطقة تحت سلطة مرکزية واحدة. غير أن فرنسا بتجربتها الاستعمارية العريقة تنبهت لخطورة مثل هذا المشروع على مستقبل تواجدها بالمنطقة المغاربية، لذلک سارعت إلى إجهاض هذا المشروع في المهد من خلال منحها تونس والمغرب الأقصى للاستقلال الداخلي سنة 1956، والعمل باتجاه القضاء على رموز دعاة العمل الوحدوي المغاربي الذين تبنوا دعم الثورة الجزائرية فور اندلاعها، وبذلک نجحت فرنسا في تفتيت وشرذمة المغرب العربي إلى دويلات قطرية، في هذه الصفحات نحاول إعطاء صورة ولو بسيطة عن بعض القيادات السياسية المغاربية ومدى التباين والاختلاف الذي کان بينها بشأن مشروع وحدة المغرب العربي.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية