العفاريت والأرواح الشريرة وأشباح الموتى ودورها في ديانة بلاد الرافدين

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ تاريخ العراق القديم والشرق الأدنى - کلية الآداب - الجامعة المستنصرية - العراق.

المستخلص

إن الاعتقاد بالشياطين وامتلاک الشياطين للبشر ظهر کواقع حضاري منذ العصور القديمة، فقد نشأ اعتقاد لدى سکان حضارة وادي الرافدين بوجود العفاريت والأرواح الشريرة داخل الکيان المادي للإنسان وما حوله، وکان اعتقادهم ناشئًا من أن هؤلاء الجن والعفاريت هم أبناء الآلهة ولا يمکن التخلص من شرورهم، وبالتالي کان جميع أهالي بابل يؤمنون بالأسطورة القائلة :"إن مَن يمشي بلا إله في الشارع سيکون العفريت دثاره"، لذا تسلط صفحات المقال الضوء من خلال النصوص على العفاريت والأرواح الشريرة وأشباح الموتى ودورها في ديانة بلاد الرافدين، في محاولة لتوضيح نفسية الإنسان البابلي والرعب الذي سکن داخله من هذه الشخصيات المبهمة. في بلاد الرافدين کان السکان يعتقدون بأن الکون مليء بالعفاريت الطيبة والخبيثة. والأخيرة هي أولاد آلهة الشر الذين دحرهم مردوک، أما الطيبون فهم أبناء انو واينليل وأيا، وتميزوا بأجنحتهم. والخبيثة أکثر عددًا من الطيبة، فهي کما يقول نص: "... کالعشب الذي يغطي وجه الأرض، برقها يصعق ويحرق کالنار، تصيب الإنسان بالمرض وهو في فراشه، وتضيق على جسده، وتملأ المدن والأرياف نواحًا وآهات"، وأن ارتباط هذه القوى بالأمراض هو اعتقاد نقرأ عنه في أقدم وثائقنا المکتوبة. وهذه العفاريت تُرسل من قبل الآلهة إلى البشر: "لقد خرجوا من عالم الجحيم، إنهم مرسلو اينليل، سيد البلدان". لقد کانت هذه الشياطين کائنات إلهيه أو شبه إلهية (يسبق اسمها دائمًا إشارة الإلوهية)، ذات قدرة تفوق طاقة البشر، فهي أکثر قدرة منه ولکنها أقل مقدرة وعلو من الآلهة، بيد أنها تشارک الأخيرين في العديد من مميزاتهم المتمثلة في القوة والذکاء وربما الخلود أيضًا، فالعفاريت کما يتضح من النصوص خالدة لا تموت ولا يمکن تدميرها فعلاً، ولکن يمکن دفنها بعيدًا عن طريق الأذى، کأن يکون إعادتها للعالم الأسفل.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية