الخلاف بين الطريقة الصوفية الخلوتية وحرکة قاضي زاده حول زيارة المقامات المقدسة

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

رئيس قسم اللغة العربية - الکلية الأکاديمية لإعداد المعلمين العرب - باقة الغربية

المستخلص

تحاول صفحات هذه الدراسة الوقوف على الخلاف الذي وقع بين الطرق الصوفية وبالتحديد أتباع الطريقة الخلوتية في الإسلام، وتيار قاضي زاده الذي تبنى أفکار محمد أفندي البرکوي، في الفترة العثمانية، حيث کانت بداية هذا التيار في القرن السادس عشر، ومن خلال المخطوطة التي استندنا إليها، فيبدو أن الخلاف بين الفئتين کان حول زيارة الأماکن المقدسة (مثل: مقام، أو ضريح، أو أثر لشخصية دينية وغيرها) ابتغاء التبرک بها، والتوسل والقيام بالطقوس الدينية المختلفة بجانبها. إن تيار قاضي زاده -کما يبدو لنا- قد تبنى الفکر الحنبلي في الإسلام، المتمثل بفئة قليلة من أتباع ابن تيمية (ت. 1328م) وتلاميذه الذين عارضوا زيارة الأماکن المقدسة على اختلاف أنواعها، والتبرک والتوسل بها، لأن ذلک يتنافى مع تعاليم الإسلام السني. وهذا الجانب کما نعلم يعتبر مسألة خلاف بين العلماء المسلمين، وکذلک المذاهب الإسلامية المختلفة. وفي سبيل إسکات الصراع بين الفئتين المختلفتين، طردت السلطة العثمانية أتباع حرکة قاضي زاده من استانبول. ومن المعروف لدينا أن السلطة العثمانية قد شجعت الطرق الصوفية ليس لأسباب دينية فحسب وإنما لأسباب سياسية، وهذا يتشابه نسبيًا مع سياسة المماليک، الذين أرادوا طابعًا دينيًا وسياسيًا لحکمهم. ومن المعلوم أن مدينة القاهرة في القرن السابع عشر، کانت مرکزًا لتعليم الحديث، وفي حالات معينة لتعليم أصول الفکر الصوفيّ، لکن معظم ممن درس هناک أکمل تعليمه في القدس، وهذا يعني أن مکانة رجال الصوفية في القدس العثمانية، کان مرموقًا، فضلاً عن وجود علاقة بين رجال الصوفية والحکام المحليين في دمشق من قبل السلطة العثمانية. لقد اعتمدنا في دراستنا على مخطوطة مصطفى البکري الصديقي الدمشقي، وهي تحت عنوان "برء الأسقام في زيارة برزة والمقام" والتي ترجع الى القرن الثامن عشر، ويبدو لنا بأن المؤلف أراد أن يثبت لحرکة أتباع قاضي زاده بواسطة البراهين التي يذکرها في المخطوطة بأن زيارة الأماکن المقدسة والاستعانة بها يعتبر شرعًا في الإسلام، فضلاً عن زيارته للمقام المنسوب إلى إبراهيم عليه السلام في قرية برزة وأماکن مقدسة أخرى في سوريا.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية