الوَقْف على المکتبات في الحضارة الإسلامية ودوره في النهضة العلمية: الأندلس نموذجًا

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ التاريخ الإسلامي - کلية التربية - جامعة عين شمس - مصر.

المستخلص

کان للوَقْف الإسلامي دورًا کبيرًا في خدمة الدعوة الإسلامية، فقد تنوعت الأغراض والجهات التي يوقف عليها، من مساجد، ومدارس، وأربطة، ودور لرعاية الأيتام، وأبناء السبيل، وتسبيل الماء، وحفر الآبار، والمصحات، ورعاية العلم وطلابه، وحفظ کرامة العلماء، واحتضان المؤسسات الحضارية الإنسانية، کالمساجد، ودور العلم، والمستشفيات، ومواساة الأرامل والفقراء واليتامى، وکانت الأوقاف کفيلة برعاية مجتمعات بأسرها من خلال مواردها التي لا تنضب. ويعرض هذا المقال لدور الوَقْف على المکتبات في النهضة العلمية للأندلس، حيث انتشرت المکتبات والکتب في جميع أنحاء البلاد. تشير القراءة المتأنية لتاريخ الحضارة الإسلامية، في عصورها المختلفة إلى أن الوَقْف قام بدور بارز في تطوير المجتمعات الإسلامية اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا وعمرانيًا، فقد امتدت تأثيراته لتشمل معظم أوجه الحياة بجوانبها المختلفة. ومن أهم المظاهر التي يتجلى فيها البعد العلمي للوقف هو "إنشاء المکتبات"، وفتح أبوابها في وجه طلاب العلم، وهو ما يعکس حب المسلمين للعلم، وحرصهم على نشره بين الناس، وتقديرهم البالغ لأهله وطلابه. وفي هذه الصفحات سوف نتعرض لأهمية الوَقْف على الکتب والمکتبات ودوره في النهضة العلمية في المغرب والأندلس وکيف ارتقت الحضارة الإسلامية في تلک المنطقة من دنيا الإسلام ارتقاءً رائعًا، جعلت العلامة الفرنسي جوستاف لوبون يقول في کتابه الشهير "حضارة العرب" "أنّ العرب في الأندلس قد حقّقوا تطوّرًا ماديًّا کبيراً وقفزة علميّة نوعيّة ونجحوا في جعل الأندلس تتبوّأ صدارة الدّول الأوروبية".

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية