مرسوم تحرير العبيد في الولايات المتحدة الأمريکية 1 کانون الثاني 1863 بين الدوافع الإنسانية والضرورات العسکرية: أوراق الرئيس أبراهام لنکولن مصدرًا

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ مساعد التاريخ الحديث والمعاصر - قسم التاريخ - کلية الآداب - جامعة اليرموک - المملکة الأردنية الهاشمية.

المستخلص

أجابت هذه الدراسة عن السؤال الآتي: ما هي الدوافع الحقيقية الکامنة وراء قيام الرئيس الأمريکي أبراهام لنکولن Abraham Lincoln بإعلان تحرير العبيد في خضم الحرب الأهلية الأمريکية (1861- 1865)؟ لمعرفة ما إذا جاء تحرير العبيد لدوافع إنسانية رغبة في القضاء على مبدأ العبودية في الولايات المتحدة الأمريکية، أم أن الضرورات العسکرية التي فرضتها مجريات الحرب الأهلية، والرغبة في المحافظة على الاتحاد قائمًا، هي التي دفعت الرئيس أبراهام لنکولن لإعلان تحرير العبيد وفق الصيغة والحيثيات التي تضمنها ذلک الإعلان وتوقيته؟ وتوصلت الدراسة إلى النتيجة التالية: إن القرار الذي اتخذه الرئيس لنکولن والقاضي بتحرير العبيد لم يکن قرارًا مدروسًا أو مخططًا له، ولم تلعب الدوافع الإنسانية في صدوره دوراً ذو شأن، وإنّما کان إجراءًا عسکريًا اضطراريًا، الهدف منه إنهاء الحرب باستسلام الولايات الثائرة، وإعلانها الطاعة والولاء لحکومة الاتحاد. تاريخيًا، ارتبط تحرير العبيد في الولايات المتحدة الأمريکية بشخص الرئيس أبراهام لنکولن ومشاعره الانسانية، والتي جعلته يقدم على خطوة وصفت بأنها أهم قرار اتخذه رئيس أمريکي يومًا ما، حين أعلن الحرب على الولايات الجنوبية وحرّر عبيدهم، وعلى الرغم من کثرة الکتابات والدراسات حول هذا الموضوع إلا أنها جاءت في معظمها شمولية الطابع، ولم تعالج الأسباب والدوافع الموضوعية الکامنة وراء قيام الرئيس أبراهام لنکولن بإصدار المرسوم الشهير (إعلان الإعتاق) Emancipation Proclamation في 1 کانون الثاني 1863 واضعًا بذلک حدًا – ولو من الناحية النظرية – للعبودية على الأرض الأمريکية، حيث رکّزت في غالبيتها على الجانب الإنساني کمحرک قوي دفع باتجاه الحرب وتحرير العبيد. بينما تؤکد الدراسة المستفيضة للحرب الأهلية وحجم الخسائر البشرية والمادية التي ذهبت بسببها، وحالة السود المتردية في الولايات المتحدة الأمريکية قبيل اندلاع الحرب الأهلية وبعد انتهائها أن هناک حتمًا أسبابًا أخرى يمکن اعتبارها الدافع الأول لإعلان الحرب وتحرير العبيد، وهو ما يدفع الباحث للتفکير جديًا في المکانة التي احتلتها الدوافع والعواطف الإنسانية من بين مجموعة الأسباب الأخرى التي قادت إلى تلک الحرب، والتي ذهب ضحيتها قرابة 600 ألف قتيل بين الجانبين وأضعافهم من الجرحى.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية