الشُّطَّـار والعَيَّـاريـن في الدولة العبَّاســية

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

ماجستير في التاريخ الإسلامي - کلية الآداب - جامعة قاريونس - بنغازي - ليبيـا.

المستخلص

حفل الأدب الشعبي الشفهي والمدون بالکثير من الأخبار والأحاديث، والحکايات، والأشعار عن تلک الفئة من المتمردين الشعبيين المعروفين بالشُّطَّـار والعَيَّـاريـن، حيث شاعت تسميتهم علي هذا النحو في التراث العربي. ويتناول المقال سيرة هؤلاء المتمردين من الشُّطَّـار والعَيَّـاريـن في الدولة العبَّاســية، وظهور أول ذکر لهم فيما بين أواخر القرن الثاني الهجري، وأواخر القرن السابع الميلادي، ثم ظهور حرکة المتطوعة ضد الشُّطَّـار والعَيَّـاريـن، وتطور حرکة الشُّطَّـار والعَيَّـاريـن في عصر الخلفاء العظام، وفي عصر النفوذ الأجنبي، وفي العصر السلجوقي. الشَّاطِرُ: هو الشخص الذي أعيا أهله خبثاً، وقد شَطَرَ يَشطُرُ شَطَارَةً وشَطَرَ أيضاً من باب الظُرف، والعَيَّارُ، کَشَدَّادٍ، وهو الرجل الکثير المجيء والذهاب في الأرض، وقيل: هو الذکي الکثير التطواف والحرکة، وقال ابن الأعرابي: والعرب تمدحُ بالعيار وتذم به، ويقال: غُلامٌ عيَّارٌ، نشيط في المعاصي، وغلام عَيَّارٌ: نشيطٌ في طاعة الله عَزَّ وجَلَّ. وربما سمي الأسد بالعَيَّارِ لتردده ومجيئه وذهابه في طلب الصيد وقيل هو الماهر المجتهد وهو من يجرح الثياب ويشطُرُها ليأخذ منها المال، فهو اللص أو قاطع الطريق. نستنتج من ذلک؛ أن الشَّاطر هو الذي شَطَرَ على أهله وانفصل عنهم وترکهم مُراغِماً أو مخالفاً وأعياهم خبثاً ومکراً، وقول الناس فلان شَاطِرٌ معناه أنه أخذ في غير الاستواء، وقيل له شاطر لأنه تباعد عن الاستواء، ونستنتج من ذلک أن لفظ العيار نعتُ للرجل الفتي السن النشيط في المعاصي أو في طاعة الله أو الذي يضارع الأسد شجاعة وجرأة وجسارة وإقداماً، وهو بذلک المعنى الاصطلاحي دخل التاريخ السياسي والاجتماعي والديني في الإسلام، ولذلک فإن معاصي الشطار والعيارين التي ألمعت إليها المعاجم اللغوية وأثبتتها المصادر التاريخية والأدبية تنحصر في التفنن في السرقة وقطع الطريق أي في التلصص القائم على الفتوة کأسلوب عنيف لمقاومة القهر الاجتماعي والسياسي بالقوة وبقيت لهم مع ذلک أخلاق الفتيان والفرسان من المروءة والشهامة والشجاعة والنجدة والجود، وحفظ الجوار والصبر على الأذى مهما بلغت شدته.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية