الأندلس في عصر الطوائف: عرض طوبونيمي للأعلام والمدن

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ اللغة العربية وآدابها - کلية الأداب والعلوم الإنسانية - جامعة تلمسان - الجزائر.

المستخلص

يعدّ المبحث الطوبونيمي (المواقعي) من بين المسارات الکثيرة لمعرفة التاريخ المشترک لمجموعة بشرية معيّنة، وبخاصة في الأزمان القديمة التي تفتقر إلى الوثيقة التاريخية المکتوبة (کما هو الحال في تاريخ دول الطوائف). وإِنْ وُجِدت هذه الوثائق المکتوبة فغالِبًا ما نجدها تهتم بالأنظمة الحاکمة وسياساتها ومحيطها، مُغيِّبةً بشکل أو بآخر التاريخَ الاجتماعيَ وتاريخَ الجماعات. فالتاريخ السائد في المصادر التقليدية کان دومًا تاريخًا رسميًا يهتم بأنشطة الأنظمة السياسية القائمة ولا يهتم بتاريخ المجتمع بکل مکوّناته. ولإعادة بناء هذا التاريخ العميق، أصبح من الضروري البحثُ عن الوثائق في مظانّ أخرى. وتبقى اللغة في هذا الصدد من بين إحدى أفضل الوثائق التي يمکن أن تَمُدَّ الباحث بمعطيات وتدقيقات مفيدة لا توجد في المصادر التقليدية المألوفة، وهو ما يسعى هذا العرض إلى تحقيقه. تعدّ الطوبونيمية أو المواقعية (Toponymie) ذاکرة جماعية في صورة ناطقة، ومن ثمَ يصبح مجال بحثها نافذة أساسية على المجتمع بمختلف تجلياته: اللغوية والسياسية والحضارية، وهي علاوة على ذلک أداة عمل لازمة لإدارة الخدمات والمصالح والفضاءات المختلفة إدارة ناجعة، فأسماء الأماکن بوصفها إشارات تموْضع، تسمح بالاهتداء السريع ضمن الفضاء الجغرافي، من ذلک نُظم جمع البيانات التي تعمل وفقا لــ (نظام التوضّع العالمي) وبالتکامل مع جميع المعلومات التي يمدنا بها النظام المعلومات الجغرافية (GIS) ، والتي تعدّ وسيلة لمعرفة حقول النشاط البشري على سعتها وتعقدها ووسيلة للتحليل الشامل للهموم البيئية ومن ثمّ وسيلة لانفراجها. لذا، أصبح جمع المعلومات الدقيقة والآنية أحد التحديات التي تواجه مسئولي البلاد على اختلاف مستوياتهم حيث يتعيّن عليهم اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب؛ ولا شک في أن هذا لن يتمّ إلا بتوفر المعلومات الوصفية والمعلومات المواقعية الدقيقة حول العناصر التي تنتشر عبر الأمکنة المتّسعة.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية