صلات الفقيه المالکي عبد الوهاب البغدادي بفقهاء المغرب والأندلس: حلقة من حلقات التواصل بين المدرستين المالکيتين في المغرب والمشرق

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ التاريخ الإسلامي - کلية الآداب - جامعة مولاي إسماعيل - مکناس - المملکة المغربية.

المستخلص

حاز القاضي عبد الوهاب بن نصر البغدادي من ذيوع الصيت وجهارة الشأن ما لم يحزه غيره من فقهاء المدرسة العراقية، ذلک أن شهرته تجاوزت حدود موطنه وبلده إلى آفاق من الدنيا واسعة متراحبة، هشت لفقهه، وبشت لآثاره، حتى أصبح حجة في الفقه المالکي، ومرجعًا يعول عليه في الفتاوى وأحکام الحلال والحرام، فمن أهل الأندلس والمغرب وإفريقيهّ فقهاء کبارًا أفسحوا للقاضي حيزًا غير يسير في مروياتهم وکتبهم، ومنهم مًن أخذ عنه وسمع منه مباشرةً، ومنهم مَن حمل عن أصحابه وتلامذته، ومنهم مَن اتصل سنده في الرواية به. ويتناول هذا المقال شخصية القاضي عبد الوهاب ومدرسته البغدادية، وعلاقته بعلماء المالکية بالمغرب والأندلس، والصور والمشاهد التي أنتجتها هذه العلاقة. يعتبر الفقيه المالکي عبد الوهاب البغدادي من أبرز الوجوه اللامعة التي ترکت بصمة واضحة في علاقة المدرستين المالکيتين بالمغرب والمشرق، ورسخت عرى التواصل العلمي والتبادل المعرفي بينهما. فرغم خصوصيات المدرستين، فإنهما تلتقيان في مرجعية المذهب المالکي، وهو ما ولّد صلات وطيدة بين الشيخ المذکور وأقطاب الفکر المالکي بالمغرب والأندلس، وأفرز مناخًا من التحاور والأثر والتأثير. وتهدف هذه السطور إلى تسليط الضوء على مجموعة من المشاهد التي تعکس علاقة الشيخ المنوّه به بمجموعة من علماء المالکية بالغرب الإسلامي. وقد تنوعت تلک المشاهد بين المشيخة حيث تتلمذ على يدي الشيخ البغدادي ثلة من علماء المغرب والأندلس الذين أعجبوا بعلمه، فشدوا الرحال إليه أو تلقوا عنه الأسانيد ، کما عملوا على تدريس کتبه التي عرفت رواجا منقطع النظير، بل بلغ إعجاب المغاربة بالقاضي عبد الوهاب أن جعلوه مرجعًا في الفتاوى التي أصدروها، واستمر حضوره في مؤلفاتهم وشروحهم حتى بعد وفاته. کما انبرى بعضهم لترجمة سيرته، وکلها صور تعکس التلاقح والتواصل الفکري بين مالکية المغرب والمشرق.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية