العلماء والسلطة بالمغرب الأقصى: مسألة التجنيد خلال عصر السلطان العلوي المولى إسماعيل نموذجًا

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر - المرکز الجهوي للتکوين مکناس - المملکة المغربية.

المستخلص

إن الحديث عن شخصية عسکرية مغربية ارتبط اسمها بإنشاء أول جيش مغربي نظامي ومحترف، خلال النصف الثاني من القرن السابع عشر والعقود الثلاث الأولى من القرن الثامن عشر، يدفع الباحث في المجال العسکري إلى ضرورة استحضار الظروف العامة التي سبقت ومهدت الطريق نحو الرغبة الأکيدة التي انتابت السلطان العلوي المولي إسماعيل (1672 – 1727م) ودفعته نحو التفکير بجدية لتأسيس جيش قوي يعيد للدولة هيبتها، ويضمن استقرار البلاد، ويقف أمام کل خطر يهدد سلامتها وأمنها. غير أننا سوف نتناول عبر هذه الصفحات علاقة العلماء بالسلطة في المغرب الأقصى من خلال مسألة تجنيد العبيد المتواجدين في البلاد لتأسيس جيش نظامي، لإلقاء الضوء على عملية الجمع والتأسيس لهذا الجيش ومعارضة العلماء لهذا الأمر، والمراسلات التي تمت بهذا الشأن بين المولى إسماعيل وعلماء مصر. من المعلوم، أن أية دولة تبتغي الاستمرارية والحفاظ على استقرارها واستقلالها، وفق تراتبات معينة، تعمل على تأسيس جيش نظامي، لذلک ارتأى المولى إسماعيل، ضمن سياسته العسکرية، تجنيد کل العبيد المتواجدين بالبلاد، هذه السياسة التي نهجها السلطان، تکون قد وضعت حدًا فاصلاً بين مکونات "المؤسسة العسکرية" في عهد سلفه المولى الرشيد، والمعتمدة في الغالب على التحالفات القبلية، وبين تشکيل قوة عسکرية مستقلة لها ارتباط وحيد ومباشر بالسلطان. فما هي السبل والوسائل التي سلکها المولى إسماعيل لبلوغ هذا الهدف؟ وما هي الأسس والدعائم التي ارتکزت عليها فئة العلماء (النخبة المثقفة) للوقوف في وجه المشروع الاسماعيلي؟ هل هي تجريد القبائل من السلاح، وبالتالي حرمناهم من واجب الجهاد على حد قول الحسن اليوسي؟ أم أن المسألة تتعلق بنصرة واجب شرعي، قد تکون هي حرية الإنسان، کما ذهب إلى ذلک جسوس؟ أم غير ذلک؟.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية