المراکز الثقافية في منـطقة الأوراس (1848 – 1954): قراءة تحليلية في الفعل الثقافي والفعل السياسي

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ التاريخ المعاصر - قسم التاريخ - جامعة فرحات عباس - سطيف - الجمهورية الجزائرية.

المستخلص

کانت فکرة الإدارة الفرنسية أن الشعب الجزائري يتکون في أساسه من مجموعات بشرية تنتمي إلى أعراق مختلفة، وبالتالي يجب النظر إليه لا على أنه شعب واحد ذو أصول بشرية متجانسة استمدت تلاحمها من تفاعل حضاري يضرب بجذوره في أعماق التاريخ ويستند في هذا التلاحم إلى المقوّم الإسلامي لغة ودينًا. بل يجب نفي کل ذلک واعتبار الجزائر تکوينًا جغرافيًا مصطنعًا يتميز باختلاف العناصر وانعدام العامل الموحد، وبالتالي تصبح الإدارة الفرنسية وما تحمله من ثقافة واقتصاد العامل المشترک، وهذا ما يجعل التوجه الفرنکوفوني يتحکم في تصورات المستقبل. ومن خلال هذه النظرة يجب إبعاد التوجه الإسلامي ونفي الهوية العربية عن الشعب الجزائري، وقد اُختيرت بعض المناطق لاتخاذها حقلاً للتجارب، وميدانًا لتطبيق السياسة الطائفية، وذلک للحيلولة دون استعادة الجزائر وحدتها الحضارية. وقد تفتقت عبقرية الإدارة الفرنسية عن اختيار بعض المناطق الجزائرية ذات الکثافة البشرية المرتفعة، أو ذات الموقع الإستراتيجي المتحکم في المواصلات، مثل مناطق بلاد القبائل والأوراس ووسط الصحراء (ميزاب والهقار). يتناول هذا المقال المراکز الثقافية في منطقة الأوراس خلال الفترة (1848 - 1954) حيث تنبه أهالي تلک المنطقة إلى خطة العمل الاستعمارية، وعرف رجال الزوايا والطرق بها ما يراد لهم وما يخطط لمستقبل أبنائهم، فأعلنوها في وجه الفرنسيين مُقاومة إسلامية وانتفاضة وطنية.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية