صُّلْحُ الحسن بن علي بن أبي طالب ونهاية الفتنة

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ التاريخ الحديث - قسم التاريخ - کلية العلوم الإنسانية والاجتماعية - جامعة الجزائر - الجزائر.

المستخلص

يعتبر صلح الحسن بن علي بن أبي طالب "رضي الله عنه"، وتنازله عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان منعطفًا تاريخيًا هامًا انتقلت به رئاسة الدولة الإسلامية من طور الخلافة الراشدة إلى طور الملکية السياسية. ولئن کان الکثير من الباحثين يرى في أحداث الفتنة الکبرى- وما نتج عنها من آثار سياسية بالغة التأثير على مستقبل الإسلام السياسي- انعطافًا کبيرًا عن خط الإسلام الأصيل، إلا أن ثمة مَن يرى أنها ليست کذلک، بل کانت تعبيرًا عنيفًا عن تحولات عميقة جدت في تکوين بنية المجتمع الإسلامي الذي بدأ ينتقل إلى عهد جديد يعتبر معاوية بن أبي سفيان نجمه اللامـع. لقد توسعت دار الإسلام کثيرًا بفعل حرکة الفتح التي نشطت في عهد الخليفتين عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، ودخلت أمم کثيرة من الفرس والترک والبربر والهنود والأقباط في الإسلام، وحمل کل منهم معه موروثاته الثقافية والدينية والسياسية والاجتماعية، ولم يکونوا حتى بروز معالم الفتنة في الشطر الثاني من خلافة عثمان قد انصهروا تمامًا في بوتقة الإسلام، أو تشبعوا بتعاليمه. ومن ثَم فمن الطبيعي أن تستهويهم حرکات المعارضة المغرضة التي انتهت بمقتل الخليفة عثمان لتتحول إلى حرکة صراع دموي بين علي وعائشة، ثم بين علي ومعاوية، قبل أن تنجلي المعرکة عن انتقال السلطة إلى البيت الأموي بشکل رسمي بتنازل الحسن بن أبي طالب عن الخلافة لمعاوية مقابل طي صفحة الصراع وحقن دماء المسلمين. لقد کان انتقال الخلافة إلى البيت الأموي منعطفًا سياسيًا کبيرًا في التاريخ السياسي للدولة الإسلامية، کان أبرز آثاره انتقال رئاسة الدولة من دائرة المساواة بين المسلمين في حق الترشيح والترشُّح لمنصب الخلافة، والاحتکام إلى الشورى الواسعة في حال تضارب الآراء فيمن يحق له أن يتبوأ هذا المنصب الخطير، إلى نظام الملکية الوراثية وولاية العهد، دون النظر إلى مدى أهلية المرشح، أو إعطاء أي اعتبار للقوى السياسية الأخرى التي لها ثقلها الکبير في صناعة القرار السياسي في الأمة، والذين أطلق عليهم في اصطلاح الفقه السياسي الإسلامي اسم: أهل الحل والعقد. ولتکتمل في أذهاننا الصورة التي تمت بها انتقال السلطة من الحسن بن علي بن أبي طالب إلى معاوية بن أبي سفيان، وطي صفحة النزاع الدموي بين المسلمين نرى أن نتناول الموضوع من خلال النقاط التالية: (الظروف التي بويع فيها الحسن - مَن الذي طلب الصلح أولاً : الحسن أم معاوية ؟ - مدى التزام معاوية بشروط الصلح - شروط الصلح - نتائج الصلح).

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية