الفکر المعماري العربي الإسلامي: البداية، التشکل، النشأة

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

العميد السابق لکلية هندسة العمارة - جامعة الإسراء - ورئيس الجمعية الأردنية لتاريخ العلوم - الأردن.

المستخلص

مَرَ الوعي العربي بمرحلة سبات، اعتبارًا من بداية القرن السادس عشر الميلادي، وهي الفترة التي بدأ يتحرر فيها الوعي الأوروبي، من سلطة الکنيسة، ومن الحضور العلمي العربي الإسلامي في أوروبا. واستمر هذا الحراک العلمي إيجابياً في أوروبا، وسلبياً في العالم العربي حتى يومنا الحاضر، على الرغم من المحاولات التي بذلت من قبل ما يسمى بمفکري الإسلام، منذ بداية القرن التاسع عشر. لکن الحضور الأوروبي کان يدفع بکل ثقله، العسکري، والاقتصادي، والثقافي، للسيطرة التامة على الأوضاع في العالم العربي، وإعاقة بل منع أي محاولة للخلاص من تبعيته للغرب. ومع بداية القرن العشرين، نجح الغرب الأوروبي في فرض ثقافته على العالم العربي، من خلال النخبة الثقافية العربية، المؤهلة تأهيلاً علمياً أوروبياً، وهي التي عنيت بتطبيق سياسة الغرب التعليمية، والتربوية والثقافية، في العالم العربي. فنشأت الجامعات العربية الحديثة على نفس النمط الأوروبي، والأمريکي فيما بعد. ونقلت المناهج الأوروبية والأمريکية، لتدرس في الجامعات العربية کافة. حتى أن الکليات العلمية في جامعة الأزهر، وهي الأعرق والأقدم في العالم، طبقت نفس المناهج، فغيب الإنتاج العلمي العربي، على جميع مستوياته، من المناهج التعليمية، وأما ما سمح به: کأدب الأمة وتاريخها فقد درس بمناهج غربية أوروبية، وحلت فلسفة التحقيب التاريخي الغربي بدلاً لفلسفة التاريخ العربي الإسلامي القائمة على: التواصل التاريخي، والدروس والعبر، والتفکر والتأمل، والتنوع داخل الوحدة. فجزء التاريخ العربي الإسلامي إلى دويلات، ونتيجة لذلک، جزء وحقب تاريخ الأمة العربية، وحقبت أدابها وفنونها وعمارتها. فأصبح هناک أدب جاهلي، وأموي، وعباسي أول وثاني، وطولوني، وفاطمي، وأيوبي، ومملوکي ... إلخ. وانسحب الأمر على الفنون والعمارة فجزأت وحقبت العمارة وصنفت إلى طرز، وأصبح لکل حقبة تاريخية طرازها الخاص، کالطراز الأموي، والعباسي، والطولوني، والفاطمي، والأيوبي، والمملوکي، والعثماني.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية