دور ملوک السودان الغربي والأوسط في نشر الإسلام في إفريقيا جنوب الصحراء بين القرنين الخامس والتاسع للهجرة / الحادي عشر والخامس عشر للميلاد

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ مساعد ورئيس اللجنة العلمية لقسم العلوم الإنسانية - المرکز الجامعي خميس مليانة - الجزائر.

المستخلص

إن الشيء الذي تتفق حوله الدراسات التاريخية، هو أن الإسلام وإن اتخذت الفتوحات العسکرية سبيلاً لشق طريقه في بعض أقطار المعمورة وخاصةً تلک کانت تسودها إمبراطوريات وممالک عظيمة وقوية مثل بلاد الفرس والرومان وبلاد الفرنجة، إلا أنه لم ينتشر إلا بالطرق السلمية والدعوة في أغلب أنحاء الأرض. ومن أشهر المناطق التي مثلت فيها الدعوة السلمية النموذج الحقيقي لانتشار الإسلام، وبرزت فيها قدرة المسلمين على نشر عقيدتهم بالإقناع والحجة وحسن المعاملة، هي إفريقيا السوداء أو ما يُعرف بإفريقيا جنوب الصحراء والتي يُصطلح على تسميتها في أدبيات المؤرخين العرب ببلاد السودان. لقد لعبت تجارة القوافل والفقهاء دورًا کبيرًا في نشر الإسلام في الديار السودانية، حيث نابت الأسواق عن ميادين الوغى ونابت الأمانة والصدق وحسن المعاملة عن السيف في نشر عقيدة التوحيد. وقد أشارت الدراسات التاريخية کثيرًا للدور الذي لعبه فقهاء الاباضية والمالکية في نشر الإسلام في السودان الغربي، وکذا دور المرابطين في القضاء على الوثنية والمساهمة في قيام دول إسلامية هناک. لکننا نلاحظ بأن هناک إجحاف کبير من طرف المؤرخين في إبراز دور ملوک الممالک السودانية المسلمين، الذين يعود لهم الفضل الکبير في تدعيم أرکان هذا الدين في ربوع أوطانهم، وغرس قيمه في صفوف شعوبهم، وحرصهم الشديد على تبليغ هذا الأمر. لهذا سنحاول من خلال هذه الدراسة أن نسلط الضوء على الطريق الذي وصل به الإسلام إلى هؤلاء الملوک، ومجهوداتهم في نشر الإسلام، ثم دورهم بعد ذلک في توطيد أرکانه وإرساء دعائم حضارة إسلامية في إفريقيا السوداء على أنقاض الوثنية.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية