الجيش الرستمي: دعوى الغياب ومقتضى الحضور

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ التاريخ الوسيط - جامعة باتنة - الجزائر.

المستخلص

کانت الهزيمة في طبنة أمام عمر بن حفص سنة 155هـ، نقطة تحول بارزة في تاريخ قيام الدولة الرستمية، فقد رأى عبد الرحمن بن رستم أن ينسلخ عن قوى الصفرية المتضاربة التي لا تجمعها أهداف واحدة، وفضل أن يعمل بمفرده معتمدا على نفسه وعلى التجمعات الإباضية التي تقف حوله في المغرب الأوسط. ورغم أن الدولة الرستمية (160-296هـ/776-909م) حظيت بدراسات عديدة في المشرق والمغرب، إلا أنه تبقى بعض القضايا التاريخية التي تخصها تحتاج إلى تسليط الضوء أکثر والبحث فيها، ومنها قضية غياب الجيش الرستمي المنظم، والذي أدى إلي سرعة سقوطها على يدي أبي عبد الله الشيعي الفاطمي. حيث تعتبر هذه القضية محيرة فعلا، حرکت في داخلي دافع البحث في الموضوع، لعلي أتوصل إلى نتائج تساهم في إثراء التاريخ الوطني، وتصحيح بعض الأقوال والآراء التي ألصقت بالتاريخ الإباضي الرستمي. وهنا يجدر بنا طرح إشکالية مهمة وهي لماذا لم يهتم الرستميون بالجيش رغم تکوينهم لدولة قوية سيطرت على أغلب المغرب الأوسط وجزء من الأدنى؟ وتندرج تحت هذه الإشکالية تساؤلات ذات دلالة، منها لماذا سکتت المصادر الإباضية عن إمدادنا بمعلومات عن جيش الدولة الرستمية؟ وهو ما جعل بعض المستشرقين منهم ألفرد بل وأندري جوليان من أوائل المؤرخين اللذين أشارا إلى غياب الجيش الرستمي، ودفعا بالعديد من المؤرخين الحاليين إلى اتباعهم بل ومحاولة تفسير نظريتهم؟ وکيف استطاعت الدولة الرستمية الحفاظ على کيانها مدة تفوق المائة والثلاثين سنة دون جيش؟ کيف حافظت على حدودها المترامية الأطراف حتى طرابلس؟ وکيف عقدت علاقات ندية ذات سيادة مع مختلف الدول المجاورة والمعاصرة لها إن کان ليس لها جيش وقوة تفرض ذلک؟

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية