اللغة العربية ودورها في التواصل الحضاري بين الشعوب

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ التاريخ الإسلامي - کلية التربية - جامعة عين شمس - مصر.

المستخلص

من المؤکد أن الحضارة الإسلامية Islamic Civilization کان لها دورها الفعال في التواصل بين الشعوب وهذا الدور لم ينقطع على مر الزمن، ولکنه في العصر الوسيط Medieval کان أکثر وأعرض وأعمق، وذلک بفضل ما توصلت إليه الحضارة الإسلامية من أسباب التقدم والرقي، وحتى العصر الحديث ما زالت هناک آثار لتلک الحضارة. ولعل أجلى ما تتضح عليه صورة ذلک الأثر هو اللغة العربية. واللغة بصفة عامة تلعب دورًا هامًا في صياغة عقلية الفرد والمجتمع ـ وهو ما ذهب إليه إدوارد سابير Edward Sapir من أن: "اللغة تنظم تجربة المجتمع"، وهي التي تصوغ عالمه وواقعه الحقيقي، وأن: " کل لغة تنطوي على رؤية خاصة للعالم". وذهب سابير وورف إلى أن اللغة "أساس تشکيل الأفکار، ودليل على النشاط الفکري للفرد"، وإن الأمر ليتجاوز ذلک إلى المجتمع ذاته، إذ نجدها الأساس الذي تنبني عليه الهوية الاجتماعية علاوة على الهوية الفردية". وفي هذا المقال سوف نتعرض للألفاظ المشترکة بين اللغة العربية واللغات الأخرى الشعوب والتي تؤکد دور الإسلام في إيجاد تواصل وتمازج بين الحضارات، وهذا التواصل سيؤدي إلى بناء علاقات حميمة وتفاعلات حضارية تقرّب بين الأطراف المختلفة. وينطوي المقال أيضًا على إشارات ودلالات تبرز ترابط شعوب تلک الأمم وثقافتها، فتکون بمثابة جامعاً تواصلياً يؤلف بين البشر، ويهبهم شعورا بالانتماء إلى الإنسانية العالمية Global Humanitarian . ولابد أن نؤکد على أن تلک الألفاظ المشترکة تعمل على توکيد التفاهم المرجو بين الشعوبّ لتکون بارقة أمل لمستقبل آمن، لا تُنتهک فيه کرامة الإنسان، ولا تهدر حقوقه، ولا يطغى فيه القويّ على الضعيف.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية