ملامح شخصية الخليفة العباسي عبد الله المأمون في حکايات ألف ليلة وليلة: سياسيًا واجتماعيًا وثقافيًا

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

باحث وقاص وروائي وأستاذ جامعي - سوريا.

المستخلص

لا نجد في حکاية ألف ليلة وليلة صورة واحدة لطبقة السلطة وحکّامها، بل تتعدد الصور، وذلک نظرًا لتعدد رواة الحکايات، وتباين مواقفهم الإيديولوجيّة من طبقة السلطة، فهم تارةّ يدينون هذه السلطة، ويهزؤون منها، ويعتبرونها شرًّا ووبالاً على المجتمع، وتارة يتعاطفون معها، ويقدّمونها في صورة العفّة والطهارة والکرم. وهذا ليس غريبًا على السياق العامّ الذي تندرج تحته الأحداث والوحدات السرديّة، والمواقف الأيديولوجيّة، والذي يعتمد مبدأ الثنائيّات الضديّة المتناقضة والمتجاورة في الحکاية الواحدة، والمتحکّمة في مسار سلوک الشخصيّة الواحدة، الذي يکون قابلاً وبشکل دائم لأن يکون متبدّلاً من موقف إلى آخر، ومن حالة إنسانيّة إلى أخرى، ووفقًا للعوامل الإنسانيّة، والحالات المزاجيّة، التي تصيب هذه الشخصية، فليس هناک شرٌّ مطلق، ولا خير مطلق يتحکّمان في مسار هذه الشخصيّة أو تلک. وإذا کان بعض رواة الحکايات قد غمزوا بأخلاق الملوک والأمراء الفسقة، ومن لفّ لفّهم من رجال السلطة، فإنّهم في آن أکّدوا على الجوهري الإنسانيّ، والأخلاقيّ الفاضل عند بعض هؤلاء الملوک والأمراء. لکنّ هذا الإنسانيّ النبيل لم يکن مساويًا في عدده لذاک السلطويّ المستبدّ الأهوج، الذي لا يعرف إلاّ البطش والجبروت، واغتصاب الثروات والنساء. وفي هذا المقال أحاول أن أدرس ملامح شخصية الخليفة عبد الله المأمون في حکايات ألف ليلة وليلة، معتمدًا - بالدرجة الأولى- نصوص ألف ليلة وليلة، ومستفيدًا في آن من بعض الأدبيات التاريخيّة التي ذکرت هذا الخليفة.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية