الآراميون – الآشوريون – الکلدان – الکنعانيون – العرب في الألف الأول قبل الميلاد

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

کاتب وباحث في تاريخ العالم العربي - سوريا.

المستخلص

مع حلول الألف الأول قبل الميلاد أصبحنا أمام حالة من التنوع الديمغرافي ذو المنشأ الواحد في المشرق العربي. هنا بدأنا نتلمس بقوة مکامن التفاعل القوي بين الأرومات الاجتماعية، سلبًا وإيجابًا. إن کان لجهة الحروب وصراعات المصالح المدينية، أو لجهة التفاعل الثقافي – الديمغرافي. حتى أصبحنا وباطراد مع الزمن أمام ظروف مهيئة لبداءة التعريب في عالم المشرق العربي. ففي الساحل المشرقي نجد أن الکنعانيين بممالکهم العديدة يشکلون الرافعة التجارية البحرية للعمق الشامي والرافدي. وفي الداخل نجد الفاعلية الآرامية أخذة بالتطور والتبلور. أما في الرافدين، فنجد انبثاق الفاعلية الکلدانية /الآرامية، في الجنوب وانتشارها على مدى المشرق العربي بالإضافة إلى الفاعلية الآشورية القوية. ووسط کل هذا التمازج والتفاعل نجد أن الحضور العربي،الناتج عن حرکة الجولان في المنطقة الممتدة من الفرات إلى شبه الجزيرة العربية آخذ بالازدياد وبتأکيد حضوره. ولعل توصيفنا هذا، الآرامي – الکلداني – الآشوري – الکنعاني الساحلي – العربي لا يأخذ سوى بعدًا واحدًا، وفق الحالة السياسية السائدة آنذاک، ولا يعبر سوى عن أرومات ذات منشأ واحد، کانت تجول في المنطقة التي تحدثنا عنها، وارتأت أن تستقر في الأقاليم التي تقدم بيئاتها ممکنات طبيعية وحياتية تساعد على العيش والتطور، وهذا ما تبدى جليًا في المشرق العربي. لذا فإن توصيفنا للآراميين وغيرهم هو توصيف ثقافي نتج عن تفاعل هذه الأرومة مع البيئة الطبيعية التي صارت فيها، کما والتفاعل مع البيئة الاجتماعية التي کانت سائدة، بحيث غدا التمازج والتفاعل عامل الحضارة الأساسي في المشرق العربي في الألف الأول قبل الميلاد کما في قبله من الألفيات. وهنا، سوف نستعرض باقتضاب الفاعلية التاريخية لکل أرومة ومبلغ التفاعلات والتمازجات فيما بينها، والتي أوصلتنا إلى عالم الألف الأول الذي يشکل لبنة أساسية من لبنات الثقافة التي سادت إلى اليوم، ثم سنناقش فکرة الألوهة التي سادت في هذه الألفية والتي أسست للعالم الاعتقادي والديني في الألف الأول الميلادي، حتى ظهور الرسالات السماوية.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية