الحياة الاقتصادية والاجتماعية في العقبة (1864 - 1925)

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ التاريخ الحديث - کلية الآداب واللغات والعلوم الإنسانية - جامعة جدارا - الأردن.

المستخلص

لعل أهمية الدراسات الحديثة العربية وغير العربية لجنوب بلاد الشام في العصر الحديث تندرج في إطار الاهتمام في التاريخ الاقتصادي والاجتماعي لهذه المنطقة. وقد کانت دراستي لمنطقة شرقي الأردن في العهد العثماني من خلال ظاهرة الحاج الشامي، قد ألقت الضوء على النواحي الدينية والاقتصادية والاجتماعية، وأبرزت مستوى السکان على اختلاف أدوارهم من خلال المعطيات التي قدمها المجتمع المحلي في شرقي الأردن في تلک الفترة. وقد لفت الانتباه وقتها أن "العقبة" في جنوبي الأردن، کانت خارج إطار الدراسة، وإن تناولتها على مستوى أحداث ظاهرة انتقال الحج والمواصلات، وذلک بفعل التقسيمات الإدارية في المنطقة، فهي کانت تتبع مصر منذ عام 1841م وحتى عام 1892م، ثم تم إلحاقها بالحجاز حتى عام 1925م حينما أتبعت لإمارة شرقي الأردن. لذلک وقع اختياري على دراسة هذا الموضوع ضمن هذه الفترة التاريخية، في محاولة لمعرفة البنية الاجتماعية والاقتصادية للعقبة، والتي شکلت خلفية تاريخية لکيان الدولة الأردنية الحديثة. الواقع إن المتتبع للدراسات التاريخية، ربما يجد أن تاريخًا عريقًا للعقبة منذ القدم وحتى نهاية العصر المملوکي، تختفي العقبة بعدها من صفحات الکتب التاريخية المتداولة، حتى الحرب العالمية الأولى، عندما أصبحت قاعدة لجيوش الثورة العربية التي کان يقودها الملک فيصل. وهنا کانت تکمن صعوبة البحث واستقصاء المعلومات بسبب ندرة المصادر، وقلة الدراسات حولها ضمن هذه الفترة، ومن هنا جاءت أهمية دراستها کوحدة عضوية بشرية، وهي القرية ذات البيوت المتواضعة، تحف بها أشجار البلح، والمستندة على البحر الأحمر الذي يربطها مع العالم. وکانت رقيبة على التحولات الکبرى في کل من مصر والحجاز، وقيام الحرکة العربية، وميلاد حرکة نهضوية جديدة في بلاد الشام. وقد جاءت المحاولة في استخلاص المعلومات الدقيقة من خلال حقول المعرفة الموجودة في المصادر والمراجع المتعلقة بمنطقة البحث ضمن إطارها الجغرافي والإداري، إذ لا يمکن فصلها عن الأقاليم التي تجاورها بفعل تأثير الجغرافيا البشرية Anthropogeography للمنطقة، فتناول البحث الحياة الاقتصادية في العقبة، مبرزًا أهم النشاطات الاقتصادية لفئات السکان، وأثر ذلک على العقبة والمنطقة، مشيرًا إلى أنواع السلع والأوزان والمقاييس وأنواع العملة المتداولة وبرامج الإصلاح الاقتصادية. وکذلک الحياة الاجتماعية فيها، وفئات السکان المقيمين والمهاجرين، وأثر حرکتهم في استتباعهم والسيطرة عليهم.وجانباً من بعض مظاهر الحياة الاجتماعية للسکان في العقبة وارتباطهم بالدولة العثمانية والحکومة المصرية، والسياسة العامة تجاه السکان الذين شکلوا قوة ممانعة منذ تباشير التنظيمات العثمانية وحتى شروق شمس إمارة شرقيّ الأردن.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية