صورة البحر لدى مغاربة العصر الوسيط

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

شعبة التاريخ - کلية الآداب - جامعة وجدة - المغرب.

المستخلص

أضح الحديث في الآونة الأخيرة عن البيئة وسبل حمايتها من المواضيع الأساسية في الملتقيات العلمية، وفي الندوات التي تعنى بالحياة على وجه هذه البسيطة، وقد تضاعف الإحساس بضرورة تکريس الجهود من أجل العمل على صيانة البيئة وحمايتها من التدهور الخطير الذي لحقها في السنوات الأخير نتيجة جشع الإنسان وحبه إخضاع الطبيعة لسيطرته وتوجيهها لخدمة أغراضه حتى غدا من الصعب تصور حياة مريحة فيما بقي من عمر هذا الکون، وعلى ضوء هذا الأمر کيف کان تصور المغاربة لبيئتهم البحرية؟وما السبل التي تبنوها لحمايتها والاستفادة من ثرواتها وعطاءاتها التي لا ينضب معينها؟ نظريًا فإن توفر بلاد المغرب على واجهتين بحريتين: بحر الروم "البحر الأبيض المتوسط" والبحر المحيط "المحيط الأطلسي"، يمکن من الوقوف على الثقافة التي کونها المغاربة عن البحر منذ أقدم العصور، وأنهم استغلوا ثرواته في وجباتهم الغذائية واستعملوا لجته في مواصلاتهم. إلا أنه –وللأسف- لا نکاد نجد حضورا للبحر وشؤونه في الثقافة المغربية خلال الفترات القديمة والوسيطية، ولم تحفل أمهات الکتب سواء کانت تاريخية أم فقهية أم کتبا تراثية بمعلومات من شأنها أن تمکننا من الوقوف على مدى اهتمام المغاربة بالبحر، ولعل هذه الوضعية هي التي دفعت العديد من الباحثين إلى وصف الثقافة المغربية والإنسان المغربي بأنه مرتبط بالبر أکثر من ارتباطه بالبحر، شأنه في ذلک شأن سکان الجزيرة العربية. ومن الباحثين من لا يفرق بين المسلمين ويجعلهم على قدم واحدة بأنهم شعب ارتبط بالصحراء والثقافة البرية، ووصف الناقة والفرس أکثر من اتصالهم بالبحر والسفن.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية