السيطرة الاقتصادية الهلالية بالمغرب الإسلامي

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذة مساعدة بقسم العلوم الإنسانية - کلية الآداب واللغات والعلوم الإنسانية والاجتماعية جامعة معسکر - الجزائر.

المستخلص

لسنا بحاجة إلى التطرق للأسباب السياسية في الحديث عن التغريبة الهلالية بالمغرب الإسلامي، باعتبار أن الأمر قد فصّل فيه وحيثياته واضحة، لکننا بأمّس الحاجة لتوضيح الأسباب والأوضاع الاقتصادية والوقوف عندها مليا، لأنها في نهاية المطاف ستحدد لنا مسار هؤلاء بالمنطقة، وتفسر أسلوب العنف والخراب المنتهج من قبلهم، وکذا اختيار مواضع للاستقرار دون أخرى ومن جهة أخرى لأن العوامل الاقتصادية کانت منذ الأزل وما زالت على رأس الأسباب في الصراع بين البشر وبين الحضارات. هذا ولا يمکن التعرض للسيطرة الاقتصادية الهلالية بالمغرب الإسلامي بمعزل عن الوضع الاقتصادي في مصر وفي المغرب الإسلامي عشية التدفق الهلالي. وکذا بمعزل عن الصراع السياسي المستمر به والذي صنعته ثلاثة أقطاب رئيسية وهي السلطة الزيرية والحمادية والقبائل الزناتية. وإن کانت أبعاد الصراع اقتصادية بالدرجة الأولى تمثّلت في رغبة الزيريين في السيطرة على إيرادات التجارة الصحراوية ومراقبتها، فيما حرص الزناتيون على الحفاظ على امتيازاتهم القديمة في هذه التجارة التي کان لهم فيها باع طويل منذ القرن 2هـ/8م، والذي کان سابقا جوهر النزاع بين الزناتيين والفاطميين. ويجدر بنا التنويه إلى أن المداخلة اقتصرت على قرن من الزمن بدء بدخول الهلاليين المغرب؛ ذلک أن هذه الفترة حساسة أکثر في الحياة الاقتصادية، ففي خضم التحوّلات في المسالک التجارية استطاعت القبائل الهلالية إيجاد لنفسها أمکنة جغرافية ذات أبعاد اقتصادية، وهي الدخيلة على المنطقة وليس ثمة إشکال بعد هذه الفترة؛ بحيث حققت الذات واندمجت في السلطة والمجتمع المغربيين برضا جميع الأطراف. ومن تم لا إشکال في المکاسب الاقتصادية التي حققتها.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية