المکتبات التراثية ببلاد القدس: مقاربة تاريخية

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ بقسم التاريخ وعلم الآثار - کلية العلوم الإنسانية والحضارة الإسلامية - جامعة وهران - الجزائر.

المستخلص

لقد حاولنا في هذا المقال أن نبرز الدور الايجابي والهام الذي لعبه المغاربة والمشارقة على حد سواء في المحافظة على تراث بلاد القدس، والتنويه به وبأهم المکتبات التراثية وخزائن المخطوطات النفيسة التي تحويها هذه المکتبات والخزائن. ومما لاشک فيه؛ أن بلاد القدس تعد بحق قبلة الحجاج وقبلة العلماء الوافدين عليها أو المارين في طريقهم عليها، ولذا منذ أن من الله على المسلمين بفتح بيت المقدس والاهتمام البالغ يتزيد بها وبتطوير حياتها الدينية والعمرانية. فهي حسب إيمان المسلمين تظل القبلة الأولى للمسلمين وثالث الحرمين الشريفين، وهي کذلک مسرى نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم. وقد أولى الخلفاء المسلمون مدينة القدس وأرض فلسطين ما أولوه للمسجد الحرام ومکة والمدينة، واعتبروا أن هذه المدن الثلاث تمثل ثلاثة رموز أولى لعقيدة التوحيد الإسلامية، فهي غير بقية المدن التي أنشأها الخلفاء کبغداد ودمشق والقاهرة والبصرة والکوفة وغيرها. فإذا کانت هذه المدن قد أنشئت بعد الفتح لتکون عواصم للخلفاء، فقد ظلت المدينة ومکة والقدس عواصم للعلماء والحجاج والمقدسين والزائرين، وظلت طوال العصور الإسلامية على ما هي عليه من مکانة واعتبار وقدسية. وبسبب هذا الاهتمام أصبحت القدس مدينة ذات طابع خاص، يؤمها العلماء من کافة أقطار العالم الإسلامي فمنهم من آلى على نفسه أن يعيش فيها مرابطاً لأنها أرض رباط. ومنهم من سکنها حباً بمجاورة مسرى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ومنهم من أقام فيها معلماً، أو متعلماً في مدارسها الشرعية المنتشرة بکثرة حول حرمها القدسي الشريف. وهناک أيضًا من زارها تنقيبا عن الکتب والمخطوطات المتواجدة بمکتباتها العتيقة شاهدة عيان على حضارات إسلامية عربية مرت من هنا وترکت آثارها.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية