لم يحظ موضوع بالدراسة والتحليل والتقويم قدر ما حظي موضوع حرکة النهضة العربية من اهتمام الباحثين على المستويين الثقافي العام والجامعي الأکاديمي. وعندما تلقيت رسالة جامعة جدارا العامرة لم أتردد في اقتراح القراءة النقدية للفکر العربي النهضوي، وکنت قد أنجزت مراجعة مماثلة بتکليف من بيت الحکمة في بغداد عام 1998 ولم أجد بدًا من إعادة النظر فيها استجابة للسؤال المحوري في الندوة " سؤال النهضة في الأدب والثقافة والفکر" فضلاً عن محددات عنوان البحث في ضوء ذلک خاصة وان ما قدمناه في حينه قد حـُجب عن النشر بسبب القراءة الموضوعية لفکرة البعث وواجهتها السياسية الحاکمة في العراق واستظهار مصيرها. أن من نافلة القول أن نشير إلى إن مراجعة إطار العمل المطلوب إنجازه تظهر أن الموضوع من السعة والشمول بحيث انه ينفتح على ثلاث قضايا رئيسة أولها: دلالات النهضة اصطلاحاً ومشکلة، وثانيها إشکالية أطروحات النهضة، وثالثها النهضة وإشکالية الممارسة (أي في أطار التجربة السياسية). وهکذا اقتضى الأمر القيام بمراجعة لما کتب حول هذه الموضوعات الثلاثة بأقلام العديد من الباحثين المعاصرين فضلاً عن مراجعة بعض الأصول التي لا يمکن تجاوزها على أية حال.
)
مشاهدة على SCiNiTO