المدرسة ونظام التعليم بالمغرب الأوسط خلال القرنين 8هـ/9هـ - 14م/ 15م

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ مساعد بقسم التاريخ وعلم الآثار - کلية العلوم الإنسانية والاجتماعية - جامعة أبي بکر بلقايد - الجزائر.

المستخلص

عرف المغرب الأوسط خلال القرنين الثامن والتّاسع الهجريين عهدًا حافلاً بالأمجاد في مُختلف المجالات الحضاريّة، خاصّة في المجال العلمي، وهذا بعد قيام الدّولة الزيانيّة حيث ازدهرت الحرکة العلميّة بتشجيع سلاطين بني زيان للعلم والعُلماء؛ فبرزت مدينة تلمسان کحاضرة ومرکزًا للإشعاع العلمي إلى جانب مُدُن أخرى مثل: وهران ومازونة والجزائر وبجاية، وأيضًا إنشاؤهم للمراکز التعليميّة ومن بينها المدارس الّتي قاموا باِستدعاء أبرز العُلماء للتّدريس فيها، هؤلاء الّذين سوف يُوجهون نمط التّعليم بالمغرب الأوسط الّذي سنتطرّق إليه فيما بعد. إنّ تاريخ التّعليم في العالم الإسلامي خلال العصر الوسيط، اِرتبط اِرتباطًا وثيقًا بالمسجد قبل تأسيس المدرسـة حيث قامـت فيه حلقـات الدّرس منذ أن نشا لأوّل مـرّة، واِستمرّت لقرون، وفي شتّى أنحاء العالم الإسلامي دون توقّف، والسّبب الّذي جعل المسجد يلعب هذا الدّور التربوي هو أنّ الدراسات الأولى کانت تهتم بتعليم وتوضيح تعاليم الإسلام، وکذا اِتخاذه مکانًا لدراسة وحفظ القرآن والفقه والإشتغال بالآداب. ثمّ أسّس إلى جانب المسجد مرکزًا تعليميًا آخر خصص لتعليم الصِبيان عرّف بالکُتّاب. والمغرب الأوسط کغيره من أمصار المغرب الإسلامي، لم يخرج عن هذا الوضع التعليمي العام إلى أن ظهرت المدرسة، الّتي يعود السّبب الرئيسي في ظهورها إلى کثرة العلوم المُتداولة في المسجد وتشعّب مهامه من اجتماعية وسياسيّة فتم إنشاؤها لتقوم بالمهام التعليميّة.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية