قمح بلاد المغرب القديم بين المادة الغذائية والسياسة

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ مساعد بقسم التاريخ وعلم الآثار - جامعة وهران - الجزائر.

المستخلص

إن زراعة القمح مرتبطة بخصوبة الأرض، لذلک قبل التطرق لأهمية هذا المنتوج يجدر بنا الحديث عن خصوبة أرض بلاد المغرب القديم (الأرض الإفريقية) التي هي مصدر القمح منذ العصور القديمة، هذه الخصوبة نوّهت بها النصوص التاريخية القديمة، منها وصف أغاتوکلس Aghatocle سنة 310 ق. م لأرض بلاد المغرب القديم، ونزوله بقرطاجة لمحاولة إخضاعها، اندهش ومن معه من الجيش أثناء مرورهم عبر الحقول والبساتين. بينما مارتياليس Martial أشاد بمنتوج المنطقة من القمح قائلا ".. خد ثلاثمائة مدّ من القمح الليبي لضيعة الضاحية، لکي لا تبقى أرضک عقيمة .."، ويذکر بلين الکبير (Pline L'Ancien) "... وهبت الطبيعة إفريقيا إلى کيريس – Céres- فهي تؤمن لها الوفرة، بينما تمنحها الزيت والخمر من أجل التذوق فقط .."، أما نص صاليستيوس (Sallustius) فيشير فيه "..أن أرض إفريقيا غنية بالحبوب وجيدة للماشية لکنها تفتقر للأشجار.. "کما أشاد سترابون (Strabon) بثروات بلاد المغرب القديم فيما يخص الحبوب إذ قال "... أن الأرض تقدّم محصولين .."، والشأن نفسه لما ذهب إليه بوليبيوس (Polybius) الذي ذکر "...لا يمکن الإطالة کثيرا في النظر إلى خصوبتها..". کما أشاد هوراسيوس"Horacius "لتکديس القمح من طرف سکان ليبيا قديماً، ثم يصف کيف تکون سعادتهم عند حصادهم للمنتوج.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية