العلاقات التجارية بين بلاد المغرب والسودان الغربي خلال القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذة تاريخ وسيط إسلامي - قسم التاريخ وعلم الآثار-جامعة وهران- الجزائر

المستخلص

من الواضح أن فهم الحرکة الاقتصادية للقرن الرابع الهجري لبلاد المغرب لن يتم دون الإلمام بتطور التجارة الصحراوية وشبکة طرقها، ومهما قيل عن قدم العلاقات التجارية بين بلاد السودان وإفريقيا -جنوب الصحراء-، فإنه يصعب التسليم بوجود تجارة منتظمة بين المنطقتين قبل القرن الثاني الهجري/8م. وقد اعتبر"لمبارد"هذه المسألة "من أعظم أحداث العصر الوسيط العالي ويأسف لضياع المصادر المعاصرة التي تحدثت عنه، و لکنه ينتهي إلى التسليم بأنه منذ أواخر القرن الثاني للهجرة ارتبطت تجارة العالم الإسلامي بهذه الشبکة الجديدة من طرق القوافل والتي تشمل شبکات الشرق و بحر الروم، ففتحت أمام طرق المواصلات العامة أفق العالم السوداني بکامله. أما "موني"Mauny.R" فلا يتردد في اعتبار العرب المسلمين روادا في هذا الميدان، إذ ذکر وهو يتحدث عن الجغرافيين الذين اهتموا بإفريقيا السوداء" إن إعطاء العصر القديم فيما يخص المنطقة التي تهمنا هو صفر على وجه التقريب". ويستبعد أن يکون القدماء قد عرفوا الصحراء جنوب توات أو فزان وينتهي به البحث إلى التسليم بهذه الحقيقة، وهي أن معرفة إفريقيا جنوب الصحراء لم تکن إلاّ على يد العرب المسلمين. کما أن أهم الطرق التجارية کانت حتى تلک الحقبة، تتجه باتجاه شمال – شرق وجنوب – غرب منطلقة من الواحات المصرية ومن جنوب افريقية نحو منحى نهر النيجر مارا عبر صحراء فزان، إلاّ أنه بطل استخدامه قبل القرن الرابع الهجري لأسباب طبيعية وأمنية. وحول هذا ذکر "ابن حوقل" أن شکلت الرياح والعواصف الرملية عائقا مدمرا لغالبية القوافل المارة بهذا الاتجاه، الأمر الذي دفع إلى هجرانه والانتقال عنه إلى سجلماسة. غير أن العودة إلى هذا الطريق استؤنفت في القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي. وعليه، يجب أن نقف عند أهم شبکة الطرقات والمسالک التجارية التي ربطت بلاد المغرب بإفريقيا السوداء، وبخاصة خلال القرن الرابع الهجري والذي مثل قرن الانتعاش الاقتصادي عموماً من جهة، وبالتنافس والصراع لأجل التحکم في منافذ تجارة الذهب والرقيق والملح من جهة أخرى.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية