الأنوثة في فکر ابن عربي

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية - قسم التاريخ والآثار - جامعة الإمارات العربية المتحدة - الإمارات.

المستخلص

ما يزال الجدل حول قضايا المرأة العربية المسلمة جار وسيستمر قويا طالما بقيت أسبابه، وکالعادة يبرز التراث الفکري العربي الإسلامي مصدرا ملهما يستعان به لتأييد فکرة ما أو دحضها. اللجوء إلى التراث الفکري للاستعانة به في مواجهة تحديات العصر يعد إقرارا صريحا بأن العقلية العربية ما تزال في الأصل تراثية، بل هي الوجه العملي المترجم لفعل التراث فيها. إدراک هذه الحال عند المفکرين والمهتمين بالشأن المعاصر لأوضاع المرأة العربية الإسلامية يقنعهم بنفع الاستعانة بالتراث لجلاء المواقف والأفکار، لکن التراث الصوفي تحديدا لم يکن حاضرا على الدوام عند جل الکتاب لاستنطاقه والبناء على رؤاه ومقولاته، وآية ذلک أنه ضرب من التراث الفکري عال وعميق عند قوم أو مربک ومحير عند قوم آخرين، رغم أنه مثل غيره من ألوان التراث الفکري الإسلامي تخلق في سياقات متعرجة للتاريخ الإسلامي ودخل ولا يزال في سجال محتدم حول جواز منهجه أو خلاصاته الفکرية مع من يروه مجافيا للصورة الفکرية المعتمدة لديهم. ويعد هذا الکتاب الذي نعرض الآن نموذجا لما يختزنه التراث الفکري الصوفي من رؤى إسلامية ترصد العلاقة بين الکون وخالقه وناسه، ذکوره وإناثه. أغلب النقاشات الدائرة حول المرأة في عالمنا العربي تحديدا تتمحور حول کيفيات استخلاص المرأة العربية من أسر التقاليد والتراث لتصفو لنفسها عقلا وجسدا حرا مستقل الوجود والإرادة. وتعد الصور الذاتية لکل من الرجل والمرأة المتشکلة في السياق التاريخي، حوائط ذهنية منيعة عائقة للتجديد والتحرر. وهي صور مجتمعية في الخلاصة يمکن مراجعتها وتتبع جذورها وتصويب إطلالاتها في الذهن المعاصر على ضوء قراءات جديدة للتراث عقلانية ومعاصرة. والکتاب الذي بين أيدينا " الأنوثة في فکر ابن عربي" يشکل محاولة لاختراق بعض تلک الحوائط الذهنية برؤى صوفية فريدة ما استطاع إلى ذلک سبيلاً.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية