مملکة ماري السورية: مملکة ماري في عصر الفاعلية الأکادية التاريخية 2350 - 2160 ق.م

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

کاتب وباحث في تاريخ العالم العربي - سوريا.

المستخلص

ثمة نقاط عديدة تشکّل قاعدة للبحث في هذه الفترة: (أولاً) أن الفاعلية الأکادية الديمغرافية والتي تعود في ظهورها إلى الألف الرابع قبل الميلاد، شکّلت مدينة کيش الرافدية بؤرتها الأساسية. (ثانياً) أن هذه الفاعلية امتلکت أدوات التفاعل الديمغرافيـ الاقتصادي والروحي مع الفاعلية السومرية واستطاعت أن تجبّ المنجز السومري وتأخذه إلى آفاق تطورية جديدة اطراداً مع الزمن. (ثالثاً) أن الفاعلية الأکادية والهوية الأکادية تشکّل القاعدة الأساسية التي تمت صياغة المشرق العربي عليها وصولاً إلى العصر الحاضر، وذلک مروراً بالفاعليات العمورية والکنعانية والآرامية والعربية. (رابعاً) کنا أشرنا إلى أن طبيعة التفاعل الأکادي ـ السومري والامتزاج والتعايش کان مثلاً يُحتذى به، وهذا ما استمر في مختلف الفاعليات الأخرى بما يعطي دلالة على أن خاصية التمازج والتفاعل والانفتاح هي خاصية من طبيعة الشخصية المشرقية العربية عبر تاريخها. (خامساً) إن صعود الفاعلية الأکادية من مدينة کيش في حوالي 2350 ق.م کان تطوراً طبيعياً في مساق اکتمال هذه الفاعلية لإظهار حيويتها التاريخية في زمنها، فهي لم تقم لنقض التواجد السومري وتدمير منجزه بقدر ما کانت تعبيراً عن التطور المتبدّي في حرکة مجتمعات مدن المشرق العربي. وعلى ذلک نفهم أن الفاعلية الأکادية ورثت الفاعلية السومرية وجبتّها وأضافت عليها وطوّرتها ضمن خط ذهني حضاري واحد مع الإشارة إلى أن التواجد السومري الديمغرافي لم يختفِ بل استمر متفاعلاً بيد أنه أفسح المجال للأکاديين کي يسهموا في حضارة المشرق العربي والحضارة الإنسانية بعامة. (سادساً) يبدو أن خط الوعي الاتحادي لدى الفاعلية الأکادية تجاوز ما کان قام به لوغال زاجيزي قبل حوالي مئة وخمسين عاماً، فإن کان هذا قد سعى إلى توحيد مدن المشرق آنذاک کاستجابة لمقتضيات دورة الحياة السياسية ـ الاقتصادية الاجتماعية الروحية الواحدة، فإن شاروکين الأکادي امتلک أدوات التوحيد عبر ما يبدو لحظة وعي فرضها الظرف التاريخي آنذاک بما تحمله الفاعلية الأکادية من إشراطات ثقافية واقتصادية وروحية متطورة.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية