النشاط الرعوي في بلاد المغرب خلال القرن الرابع الهجري - العاشر الميلادي

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذة تاريخ وسيط إسلامي - قسم التاريخ وعلم الآثار-جامعة وهران- الجزائر

المستخلص

لقد أنتج النظام الإسلامي الجديد في بلاد المغرب الإسلامي جغرافية زراعية جديدة، حيث ظهرت بوادر الاستقرار والثبات داخل المجتمع الفلاحي الرعوي المغربي خلال القرن 2 هـ /8 م بعد التحولات السياسية التي شاهدتها المنطقة، لتعرف بعدها نهوضًا سريعًا وتطورًا ملحوظًا في شتى الميادين، وقد أشادت المصادر الجغرافية العربية بذلک حيث أطنبت الحديث في ذکر المجال الفلاحي للقرن 4هـ/10م لهذه البلاد، إذ احتل النشاط الرعوي وتربية الأنعام درجة هامة في دائرة هذا المجال. وقد ساهمت الظروف الطبيعية من تضاريس ومناخ وغطاء نباتي في نمو الثروة الحيوانية في بلاد المغرب، کما تنوعت بتنوع بيئاتها الجغرافية، مما أدى إلى اختلاف في توزيعها بين أقاليمها الثلاثة. وقد عبّر "ابن حوقل" عند إحصائه لهذه الثروة في قوله: "ولهم الخيل النفيسة من البرادين والبغال الفرد، والإبل والغنم وما لديهم من ماشية البقر وجميع الحيوان الرخيص، فأما أسعارهم على ثنائي منهم وديارهم، فعلى غاية الرخص في الأطعمة والأغذية والأشربة، واللحمان، والأذهان". وشکلت تربية الأنعام دعامة أساسية في النظام الفلاحي المغربي سواء تلک التي خصصت للنقل وخدمة الزراعة على مستوى الحياة اليومية، کطاقة الدفع والجذب لتسيير النواعير، أو تلک التي کانت من نوع ماشية للحوم والألبان ولتقديم مادة أولية صناعية کالصوف والجلد. کما تکاملت المؤسستان العرفية والتشريعية في تنظيم ضوابط هذا المجال، فکثيراً ما کانت ترد النوازل الفقهية لحل بعض المسائل التي تتعلق بالمرعى والرعي.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية