مما لا شک فيه أن الفاطميين اهتموا اهتمامًا کبيرًا بالحرکة العلمية في اتجاهاتها المختلفة، کما اهتموا بخدمة فروع العلم والمعرفة بجانب اهتمامهم بالمذهب الشيعي، ودار الحکمة التي أنشأها الحاکم بأمر الله الفاطمي بالقاهرة، سنة 395 هـ ، وهو في العشرين من عمره، کانت مرکزًا علميًا عالي المستوى، بالإضافة إلى کونها منارة مهمة للثقافة والفکر، جمع فيها خيرة العلماء في جميع الفنون والعلوم، وأغدق عليهم المرتبات الکبيرة، وهيأ لهم الوسائل ليتفرغوا للبحث والدراسة والتأليف. ألحق الحاکم بدار الحکمة مکتبة عظيمة حوت ما لا مثيل له في المکتبات الأخرى على ذلک العهد، وهيأ للملتحقين بدار الحکمة من طلاب ومطالعين أرزاقًا کافية، ووضع تحت تصرفهم الأوراق والمداد، فورث بذلک ما کان لبيت الحکمة في بغداد عاصمة الخلافة العباسية من نشاط علمي زاخر وزاد عليه. وفي رأينا الخاص أن الحاکم بأمر الله لما يئس من إصلاح حال الدراسة في الأزهر آنذاک ترکه في دراسته المذهبية المتعصبة، وقام بإنشاء دار الحکمة کجامعة ومکتبة من أجل خدمة العلم للعلم بدون تأثير مذهبي أو سياسي.
عبد الله, يسري عبد الغني. (2010). مکتبات الفاطميين: رؤية حضارية. دورية کان التاريخية: المستقبل الرقمي للدراسات التاريخية, 3(7), 62-65. doi: 10.21608/kan.2010.100385
MLA
يسري عبد الغني عبد الله. "مکتبات الفاطميين: رؤية حضارية". دورية کان التاريخية: المستقبل الرقمي للدراسات التاريخية, 3, 7, 2010, 62-65. doi: 10.21608/kan.2010.100385
HARVARD
عبد الله, يسري عبد الغني. (2010). 'مکتبات الفاطميين: رؤية حضارية', دورية کان التاريخية: المستقبل الرقمي للدراسات التاريخية, 3(7), pp. 62-65. doi: 10.21608/kan.2010.100385
VANCOUVER
عبد الله, يسري عبد الغني. مکتبات الفاطميين: رؤية حضارية. دورية کان التاريخية: المستقبل الرقمي للدراسات التاريخية, 2010; 3(7): 62-65. doi: 10.21608/kan.2010.100385