القدس بين إقرار النصوص التوراتية وکلمة التاريخ المنهجية

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ التاريخ الإسلامي - کلية التربية - جامعة عين شمس - مصر.

المستخلص

القدس مدينة عربية النشأة، سکنها العرب اليبوسيون قبل خمسة آلاف سنة، حيث يعتبر هؤلاء أول من أسس المدينة المقدسة حيث سموها (يبوس) في حوالي عام (3000) ق. م أي قبل نحو خمسة آلاف عام. وکانت لغتهم ــ اللغة الکنعانية ــ هي اللغة السائدة، وهي لغة عربية قديمة، کان يتکلم بها أهل الجزيرة العربية قبل هجرتهم، ثم تفرعت عنها لهجات أخرى، ومنها ما سمي اللغة الکنعانية هذه؛ فهي إذن - وکما سنثبت لاحقاً - عربية المنشأ والتطور، وقد قَدم إليها العرب الساميون في هجرتين کبيرتين: الأولى في بداية الألف الثالث قبل الميلاد، والثانية في بداية الألف الثاني قبل الميلاد، والمؤکد أنه عندما قدم اليهود إليها في القرن الثاني عشر قبل الميلاد کان الشعب الموجود أصلا شعباً عربياً أخذ منه اليهود لغته ، ومظاهر کثيرة من ديانته وحضارته.
ويرى ألفريد جيوم- أستاذ اللغة العربية بجامعة لندن - Alfred Guillaume : " إن الوعد الغامض المقطوع لأسباط إبراهيم Abraham بأرض الميعاد الممتدة من نهر مصر(النيل) إلى النهر الکبير (الفرات) هو وعد قطعه الله لنسل إبراهيم في جميع أرجاء المعمورة، قبل مولد إسماعيل وإسحاق. وعلي ذلک فهو وعد مقطوع للعرب واليهود، من أبناء إبراهيم جميعا، ولم يقطع بأن أرض الکنعانيين هي لليهود وحدهم، أولئک الذين لم تعمر لهم الدولة ". ويؤکد العلامة جيمس هنري بريستد أنه: " عندما دخل العبرانيون أرض فلسطين وجدوا فيها قبائل کنعانية تقيم في المدن الزاخرة، واقتبس هؤلاء العبرانيين من الحضارة الکنعانية کما يقتبس المهاجرون الجدد إلى أمريکا العادات والتقاليد، والأخلاق والملابس من ، وکانت المدن الکنعانية ذات حضارة قديمة فيها کثير من أسباب الراحة وحکومة وصناعة وتجارة وديانة" . وقد حافظت فلسطين أو القدس على کيانها العربي سنين عددا .. وظلت أزماناً تحافظ على وحدتها وتضعف أزماناً أخرى ، ولکن حياة العرب فيها من الکنعانيين لم تختف بما وقع لها من غزوات العبرانيين أو الفرس أو اليونان أو الرومان. وکل ما في الأمر أنها بلاد قد تداولتها أيدي الغزاة دون أن تفقد أهلها وأصحابها".

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية