أولاد الناس بمجتمع عصر سلاطين المماليک: أولاد الناس في الحياة السياسية والإدارية

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ التاريخ الإسلامي - کلية الدراسات الإنسانية - جامعة الأزهر الشريف - مصر.

المستخلص

تمتعت مصر والشام بين دول العصور الوسطي في الشرق والغرب بمکانة مرموقة خلال عصر سلاطين المماليک (648-923هـ/1250-1517م) بل يمکن القول أن المماليک شکلوا قوة عالمية عظمى ذات مکانة متفردة إذ تبوأت زعامة العالم الإسلامي سياسيا وثقافيا وحضاريا، ويعود ذلک إلى أن مصر کانت تملک معطيات الزعامة التي تجعلها قوة سياسية وعسکرية يخشى جانبها، ويمکن القول أن مصر تمتعت باحترام القوى السياسية المعاصرة لها والتي کانت تخطب ود سلاطين المماليک، وذلک بسبب وجود الخلافة العباسية في القاهرة، والکيان العسکري الکبير الذي شکلته قوة المماليک الحربية آنذاک. ومع ما شکلته هذه الدولة من بناء سياسي کبير إلا أنها اشتملت على بناء اجتماعي متباين وطبقات شعب متعددة شغل السلطان المملوکي والأمراء المماليک الطبقة العليا فيها ثم تبعهم بقية طبقات الشعب المصري، وکان طبيعياً أن يحتل هؤلاء المماليک أعلى وظائف الدولة، أما حياتهم الاجتماعية فقد کانوا منعزلين نسبيا عن المجتمع الذي حکموه وظلوا لسنوات عديدة ومنذ نشأتهم لا يشارکون في الحياة الاجتماعية المصرية إلا من خلال المواکب السلطانية والأعياد الدينية والاحتفالات، ومنذ عصر السلطان الظاهر برقوق بدأ المماليک ينزلون من طباقات القلعة ويسکنون القاهرة ويتزوجون من المصريات. أما أبناء المماليک الذين ولدوا في مصر ولم يمسهم الرق منذ عُرفوا في مصطلح ذلک العصر باسم (أولاد الناس) وکانت مکانتهم الاجتماعية أدنى من الأمراء المماليک، فهم فئة خرجت من قلب طبقة المماليک لتصبح فئة من فئات الشعب المصري في العصر المملوکي.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية